بعدها أغمضت والدتي عينيها على صوت قطرات المطر التي بدأت تخف و تتباطؤ شيئاً فشيئاً لتفتح عينيها مجدداً على صوت مألوف، لتجد نفسها في غرفتها و هي تحمل كوب شاي دافئ لتستغرب بعدها مما يحدث، ليقاطع تفكيرها صداع يليه صوت شجار في الغرفة المجاورة، فتضع كوب الشاي و تذهب لترى ماذا يحصل للتتفاجأ من رؤيتي أنا و (راين) على هيئة ذئاب، بينما نحن نتقاتل و نخرب أثاث المنزل.


لتصرخ علينا بعدها و توقفنا ثم تصرخ علي لأعتذر من (راين) ثم تكرر ما قالته مجدداً فأنكس رأسي و أعتذر منه ليعتذر هو الآخر، ثم تأمرنا بتنظيف أنفسنا، لنذهب بكل أمر و طاعة.


ابتسمت بعدها من رؤيتنا نمشي معا ثم شعرت بعدها بصداع قوي آخر، لتمسك رأسها و تغمض عينيها ثم تسقط، لتفتح عينيها مجدداً على صوت صفير قوي، فتجد نفسها في المطبخ تعد العشاء و القدر يصفر أمامها و أنا جالسة على المائدة مع (راين) أصرخ عليها و أقول :"أمي، العشاء يحترق! " ٠


لتنظر إلي ثم إلى القدر و تتدارك وضعها فتطفئ الفرن، ل ثم تمسك القدر من طرفيه بيديها العاريتين ثم تصرخ صرخة خفيفة من سخونته، و تتوتر بعدها لتلبس قفاز الطبخ و تحمل القدر ثم تضعه في حوض الغسيل و تفتح الحنفية ليتصاعد البخار، ثم الدخان عندما فتحت الغطاء.


توجهت إليها و قلت :"لقد أحرقت العشاء الآن! "٠


نظرت إلي بإستغراب و قالت :"ماذا حصل بالظبط؟ "٠


"لقد كنت تنظرين إلى القدر ثم أصبحت غارقة في التفكير لوهلة بعدها صرخت عليك لتفيقي بعدها" ،أجبت٠


توجه (راين) إلينا ثم قال و هو ينظر إلى قدر الطعام المحترق: "ماذا سنأكل الآن، أنا جائع".


حلّ الصمت للحظة لأقول بعدها بحيوية :"ماذا عن تناول العشاء في الخارج! " ٠


" نعم أنا أريد ذلك! "، قال (راين) بنفس النبرة.


لتبتسم والدتي بعد لحظات ثم تقول :"حسناً! فلتذهبا لترتديا شيئاً بينما أشغل السيارة ".


لنركض بفرح إلى غرفنا و تنظر والدتي إلينا و هي مبتسمة، ليحدث ذلك الصداع مجدداً فتفتح عينها لتجد نفسها في مكان غريب كأنه مطعم في المدينة، و هي جالسة على الطاولة معنا نحن الاثنين بينما نأكل الشطائر و نتكلم، ليقاطع تفكيرها صوت (راين) قائلاً : " أمي، ماذا بك؟ لم تأكلي شيئاً منذ وصولنا".


هزت رأسها لتقول :"لا أنا فقط لست أشعر بالجوع الآن" ٠


لنكمل أنا و (راين) طعامنا و تنظر إلينا و نحن نتشاجر بسبب أنه كان يضايقني، و تبتسم، لتسمع صوت الباب و ترى شخصاً مألوفاً قد دخل ثم تقول :"(يوكينا)، أنظري من قد أتى" ٠


إستدرت لأرى (جين) قد دخل يتبضع ثم تنادي عليه والدتي ثم ينظر إلينا، لأقول لها بعدها :" ماذا تفعلين! ".


وصل (جين) إلينا ليلقي التحية ثم ينظر (راين) إليه و يقول :"أنت الفتى الغريب الذي يترك تلك الأشياء لـ (يوكينا)، بالمناسبة (يوكينا) رسمي جداً بما أننا إخوة سأناديك من الآن و صاعداً (يوكي) " ٠


عارضته قائلة: "من منحك الموافقة لمناداتي بذلك، إذا كان الأمر هكذا سأناديك بـ (راي) إذاً" ٠


"لايهمني الأمر ، افعلي ما تشائين" ،أجاب ليكمل التهام طعامه٠


استغربت من موافقته لأنسى أمر (جين) تماماً فأقول بخجل :"أنا آسفة لقد نسيت كلياً، (جين) هذا (راين) أخي، (راين) هذا (جين) زميلي في المدرسة"٠


" تشرفت بمعرفتك"، قال (جين) لـ (راين) لكنه لم يبدي له اهتماماً.


" إذاً ماذا تفعل هنا (جين) "، سألت والدتي.


"أنا أسكن بالجوار و قد شعرت بالجوع لذا قد أتيت لشراء شيء ما لآكله" ،أجاب.


"أوالدتك في المنزل؟ "، سألت والدتي.


"نعم إنها كذلك لكنها لا تحب الطهي"، أجاب بقليل من الحزن.


"إنهم أغنياء لذلك يتناول الطعام من الخارج دائماً"، قال (راين) .


"لا تتكلم هكذا عن الآخرين! " ، قلت بغضب.


" لكنني قلت الحقيقة فقط"، أجاب.


ثم بدأنا بالشجار مجدداً ليأتي والدتي صداع آخر فتغمض عينيها و تجد نفسها في الفراش نائمة، لتنزل للأسفل لتشرب الماء فوجدت (راين) ينظر إلى الجبل من الشرفة، ذهبت إليه لتجلس بجانبه ثم تسأله عن خطبه فأجاب :"انا خائف".


"خائف من ماذا؟ "، سألته.


"أنا خائف من نفسي، بل من حقيقتي، ماذا لو حدث و فقدت أعصابي أمام أحد ثم تحولت لذئب و هاجمته أمام الملاً، لا أستطيع السيطرة على ذاتي، أنا أشعر و كأنها تلتهم باستمرار روحي البشرية بداخلي "، قال بحزن .


صمت لوهلة ثم أضاف :" لهذا توقفت عن الذهاب إلى المدرسة، بسبب تنمر الاولاد الآخرين علي، إنهم يقولون عني أنني كريه بسبب رائحة الذئاب الطبيعية فيّ ".


قال ليسمعا صوت سقوط كوب زجاجي خلفهما فيستديرها ليرونني هناك أذرف الدموع مما قاله.


" (يوكي)؟"، قال (راين) لأركض إليه و أعانقه ثم أبدأ بالاعتذار منه، الاعتذار بسبب أنني كنت أختاً مهملة و لم أقدر مشاعره أو أحاول فهم ما يمر به.


2021/01/13 · 119 مشاهدة · 726 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024